الاثنين، 25 مايو 2009

من أسماء الله الحسنى: ذو الفضل

ذو الفضــل
قال تعالى: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }البقرة105 * {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }آل عمران74 * {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الأنفال29 * {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الحديد21 * {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الحديد29 * {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الجمعة4.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ }البقرة243 * {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ }يونس60 * {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ }النمل73 * {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ }غافر61
{فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251 * {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران152 * {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }آل عمران174
فهذا الاسم من الأسماء الحسنى، وهو من أسماء النسقين الأول والثاني.
وهذا الاسم يشير إلى أن له سبحانه الفضل المطلق، فهو مالك الفضل وأصل كل فضل، وهذا يعنى أن له وحده حق وضع الموازين والمعايير اللازمة لتفاضل الناس فيما بينهم وأن له وحده حق تقرير ذلك وبيانه، ولقد أعلن وبين أن مناط التفاضل والتكريم هو التقوى، فهو غير منحاز إلى فئة قليلة أو إلى سلالة خاصة ولقد تبرأ ممن ادعوا أنهم أبناؤه وأحباؤه وأقام عليهم الحجة والبرهان، وأمر الناس باستباق الخيرات، وأعلن أن الأمر محكوم بكلمات وسنن لا تبديل لها ولا تحويل وأن من عرفها وفقهها وتوافق معها سيفلح ويحقق كماله المنشود.
والفعل الحسن من الإنسان إنما هو صادر عن صفة كمال من لوازم ماهيته التي قدرها الرب سبحانه، وتلك الصفة هي من مقتضيات وآثار الكمال الإلهي أصلا إذ هو مصدر الكمال الأوحد، لذلك فالآثار المترتبة على الفعل الحسن بمقتضى القوانين والسنن هي آثار حسنة وإنما هي فضل على فضل، فله سبحانه المن على عباده بذلك الفضل المتضاعف وله الفضل المطلق.


ولقد أعلن الكتاب العزيز أن رحمة الله قريب من المحسنين وأن له وحده أن يقسمها كيف يشاء أي كما تقتضي قوانينه وسننه وموازينه وليس وفق معاييرهم وأهوائهم، وأعلن أيضا أن الفضل بيده يؤتيه من يشاء، وهو ليس ملزماً بأن يوزع من فضله على المتكسبين بالدين ولا على رجال الكهنوت، إن الكثيرين قد ارتدوا على أعقابهم وصاروا يستكثرون على الناس رحمة ربهم وفضله وأرادوا أن يشاركوه فيما أختص به نفسه، وكل ما أعطاه الله تعالي لعبد من الكمالات هو من باب الفضل إذ ليس للإنسان من أمر ذاتي إلا أصله العدمي.

المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
6- نظرات جديدة في الآيات، 2006.
7- من هدي الآيات، 2006.
8- المقصد الديني الأول، 2006.
9- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
10- نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.
11- نظرات عامة جديدة، 2007.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق