الجمعة، 22 مايو 2009

من أسماء الله الحسنى: المتين

المتيـن
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }الذاريات58، فهذا الاسم من نسق الأسماء الحسنى المفردة.
والمتين هو الذي لا توجد في كيانه ثغرة أو تفاوت لأنه لا تركيب فيه، وهو ليس مكوناً من وحدات أولية تتماسك بفعل قوى مادية، لذلك فتماسكه ذاتي لتماثل كيانه المطلق وليس بفعل أمر خارجي، وهذا التماثل هو تماثل مطلق وليس أمراً نسبياً كما هو الحال في كل ما هو من دونه، ويترتب على ذلك أن يكون هو السند والصمد والركن المتين.
فالمتانة هي من لوازم الصمدية التي تشير إلى أن له البساطة المطلقة فليس ثمة تركيب في ذاته، وبالتالي فالمتانة هي ثباته المطلق على ما هو عليه وثبات كل ما هو له أو ما هو منسوب إليه، فالمتانة هي التماسك الشديد غير القابل للخرق إذ لا ثغرات فيه ولا تركيب.
فالمتين هو من له التماسك المطلق من حيث الكيان والكنه والصفات فكيانه غير قابل لزيادة ولا لنقصان ولا يمكن أن ينفصل شيء عنه ولا أن يضاف إليه فلا يمكن أن يتجزأ أو يتبعض ولا أن يتخلله شيء، فليس ثمة تركيب في ذاته إذ له البساطة المطلقة، فالمتانة المطلقة هي تفصيل لصمديته المطلقة، لذلك فليست به حاجة إلى ما خلق وإنما هم المفتقرون إليه الافتقار الذاتي المطلق.
والمتين هو الذي يطعم ولا يحتاج إلي طعام، فهو لا يستهلك شيئاً من كيانه عند ممارسته أفعاله ولا يحتاج إلي استبدال شيء منه، وهو الكامل كمالاً مطلقاً فلا يحتاج إلي طعام ما لينمو.
وكل كيان ظاهر في الكون هو كيان قابل مستهلك، فلابد لهذا الكون إذاً من كيان رازق متين مطلق، فهذا الكيان هو الذات الإلهية القائمة بنفسها التي ليست بحاجة إلي مدد ما من غيرها.

المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في الحقائق والأصول، 2005.
6- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
7- نظرات جديدة في الآيات، 2006.
8- من هدي الآيات، 2006.
9- المقصد الديني الأول، 2006.
10- نظرات في السنن والمرويات، 2006.
11- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
12- نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق