الأربعاء، 27 مايو 2009

من أسماء الله الحسنى: الجامع

الجامـــع
{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }آل عمران9
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }النساء140
{فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }آل عمران25 * {اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً }النساء87 * {يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }المائدة109 * {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام12 * {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ}الأنعام35 * {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً}الكهف99 * {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ }سبأ26 * {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }الشورى15 * {قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الجاثية26 * {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التغابن9 * {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ}القيامة3 * {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17 * {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ}المرسلات38
فهذا الاسم من نسق الأسماء الحسنى المفردة.
هذا الاسم يشير إلي سمة تقتضي ما لا يتناهى من الأفعال، والجامع هو من يجمع الأشياء والكيانات إلى بعضها البعض، فمجال الجمع هو الكيانات المخلوقة والمقدرة؛ إي كيانات عالمي الخلق والأمر، والتجميع يعنى ضمهم أو تقريبهم على صعيد ما، فالجمع فعل متعد إلى الغير، فهو الذي يأتي بكل شيء كالناس إلى ميقات معلوم أو يأتي بهم إلي مكان معلوم، فلابد للاسم من مجال، لذلك فهو من الأسماء التي اقتضت ما هو غير من أشياء وكائنات، وذلك الجمع إنما يكون لإتمام كلماته ولإحقاق الحق وللوصول بالأمور إلى غاياتها.
وهو سبحانه الجامع لمقتضيات سمات الكمال حال تفصيلها فكلها قائمة به، وهي بالأصالة له ولا انفكاك لها عنه.
وهو الجامع عنده لكل ما تفرق حال تفرقه في نظر الكائنات أي أن ما تفرق أو تشتت هو مجموع عنده في حال تفرقه، وهو الجامع لكل أمر صدر عنه من حيث رجوعه إليه، وهو الجامع لكل ما فصِّل من حيث الحكمة المستخلصة منه، وهو الجامع بمعنى المؤلف الذي يضم الأشياء إلى الأشياء والكائنات إلى الكائنات، وهو جامع الناس بمعنى أنه الآتي بهم جميعا من الأماكن والأزمنة المختلفة إلى الوقت المعلوم واليوم المشهود والمكان المعلوم والآتي بكل طائفة منهم إلى من يشاكلها وإلى مكانهم النهائي الملائم وهو الجامع من حيث أنه يجمع لكل إنسان ما تفرق منه في العوالم المختلفة فيبعثه ويحشره مع سائر الناس إليه، وهو الجامع للأسماء والسمات حال تميزها وتجليها بما هو لها وممارستها لمقتضياتها وتأثيرها في مجالاتها.

وكرمز فإن الجيم بمفردها إشارة إلي الجمع بصفة عامة، ومن ذلك جمعه سبحانه لمقتضيات سماته الكاملة اللانهائية من حيث أنها تفاصيل صفته العظمي المحكمة، والميم إشارة إلي أن تلك السمات هي أصل جميع الكائنات وهي التي تضمها وتجمع شتاتها، والعين إشارة إلي العمق والبعد والطواعية والقدوم، وبذلك يشير الاسم إلي أنه يجيء بكل الكائنات مهما كان بعدها وعمق مكان اختفائها ومهما كانت درجة تشتتها فتأتيه طوعاً.
إن مجال عمل الاسم (الجامع) هو الكائنات والكيانات وليس الصفات أو السمات كما ظن البعض فهو يجمع الناس مثلا لتحقيق مقصد معلوم ولا يقال إنه يجمع السمات الخاصة به، ذلك لأن له الحقيقة المحكمة التي ليست بمؤلفة من سمات والتي هي قابلة بتجلياته لأن تفصل إلى ما لا يتناهي من سمات الكمال.

المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
6- نظرات جديدة في الآيات، 2006.
7- من هدي الآيات، 2006.
8- المقصد الديني الأول، 2006.
9- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
10- نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.
11- نظرات عامة جديدة، 2007.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق