الثلاثاء، 12 مايو 2009

من الأسماء الحسنى: العلي العظيم

العليُّ العظيم
قال تعالى: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}البقرة255، وقال: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }الشورى4، فهذا المثنى هو اسم من أسماء النسق الأول من الأسماء الحسنى.
وهذا الاسم هو مالك السماوات والأرض وما فيهما وله الهيمنة عليهما، وهو القائم بأمرهما ولا يئوده حفظهما، ذلك لأن حفظه لهما كمعلومات لديه هو عين بقائهما علي ما هما عليه، فهو يحفظهما لأنه لا يمكن أن يسهو عنهما، وهو يدبر أمورهما من حيث الأسماء، ويظهر فيهما ما هو له من الآلاء، ومن حيث هذا الاسم له الهيمنة على اللطائف والكثائف، وبالتالي فإنه ليس كمثله شئ منهما بل له العلو المطلق عليهما، ولما كان للطائف الهيمنة على الكثائف كان هو اللطيف المطلق المهيمن علي اللطائف والكثائف، وهذا الاسم يشير إلى ذاته ومرتبته، فآثاره ذاتية وجودية؛ أى لابد له من آثار على المستوى الوجودى العينى، فهو يملك الأشياء كأعيان وجودية، فهو سبحانه من حيث هذا الاسم عظيم بماله من العلو المطلق وعلىٌّ بما له من العظمة المطلقة، فإنما هى سمة واحدة بها يحفظ الكائنات حفظا ذاتياً فلا يئوده حفظها لأن به حياتها وهو قيومها، وبحفظه للكائنات وللذوات فإنه يظهر ويفصِّل ما له من سمات.

المراجع (من كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- المقصد الديني الأول، 2006.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق