الحـق المبيـــن
قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ }النور25، فهذا المثنى هو اسم من أسماء النسق الأول من الأسماء الحسنى، فهذا الاسم يشير إلى سمة واحدة تفصيلها الحق الظاهر البيِّن؛ أي الحق المقترن بالبيان والظهور.
وهذا الاسم هو الذي يكشف عن الدلالات الحقيقية للأشياء والقضايا والأمور ويظهرها ويفصلها، وهو بذلك الأولى بإعطاء كل ذي حق حقه ومجازاة كل فرد بما يليق بمقصده وفعله، فكل حق هو بالأصالة له ومنه، وبذلك كان عليه بيانه.
فالحق المبين هو الذي يوفى كل إنسان دينه أو جزاءه الحق، فيتبيَّـن لهم مما صدر عنه أنه الحق، فالحق المبين هو الذي وجب وجوده وحكمه وظهر للناس أمره فيقول حقـاً ويحكم عدلاً ولا يظلم أحداً شيئـاً، فهو مصدر كل بينة وبيان، وهو الذي يكشف للناس عن الحقائق ويبين لهم الآيات حتى يدفعهم إلي استخدام ما وهبهم من ملكات فتنمو وتتـزكى وتترقى ويسمو بذلك الإنسان، فالحكمة من بيان آيات الكتابين المقروء والمشهود أن يتحقق الإنسان بمقام الإحسان؛ أي بذكر الله تعالى والتقوى التي هي مناط التفاضل المطلق أي التفاضل عنده سبحانه، وذلك الأمر منوط بالجانب الوجداني من القلب الإنساني، وبالإضافة إلى ذلك فإن الحكمة من بيان الآيات أن يستخدم الإنسان الجانب العقلي من قلبه الذي هو أداة الفقـه لكي يتفكر في تلك الآيات ويعقلها ويزداد بها معرفة بربه وتزداد بذلك حياته سعادة ورقيا، وكل ذلك يشكل ركناً دينياً هو من لوازم تحقيق المقصد الديني الأعظم الثاني وهو إعداد الإنسان الرباني الفائق.
قال سبحانه: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187)} (البقرة)، {كَذَلكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ(219)} (البقرة)، {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(221)} (البقرة)، {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(242)} (البقرة)، {كَذَلكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ(266)} (البقرة)، {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(103)} (آل عمران)، {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(89)} (المائدة)، {كَذَلكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(61)} (النور)، ويوضح كل ذلك الحكمة أو المقصد أو الغاية من بيان الآيات، فمن ذلك تنمية الملكات الذهنية بالحث علي استخدام الفكر والعقل وكذلك تنمية الملكات الوجدانية والأخلاقية بالحث علي الذكر والهدي والشكر، وكل ذلك من لوازم وتفاصيل تحقيق المقصد الأعظم الثاني.
وبيان الآيات هو نعمة كبرى تقتضى أن يقابلها الإنسان بما يجب عليه من شكر الحق المبين، هذا مع العلم بأن المستفيد من هذا الشكر هو الإنسان نفسه فهو محل آثار الشكر من نعم باطنية وظاهرية.
فالحق المبين بيانه حق وقوله صدق وحكمه عدل ودينه حق وهذا الدين هو الإسلام بمعناه المقبول عند رب العالمين؛ أي هو دين الحق المستخلص أساساً من القرآن الكريم، وجوهر هذا الدين هو الإيمان بالله الذي له الأسماء الحسنى الواردة في القرآن وإقامة صلة وثيقة به والإذعان والانقياد التام له والإخلاص والإخبات التام له والإحساس الدائم الصادق بحضوره.
والحق المبين هو الذي اقتضت حقانيته أن يبين للناس حقائق الأمور وألا يتركهم أسرى مقتضيات نقصهم ولا أسرى باطل البعض منهم، فهو الذي يحق الحق بكلماته ويبطل الباطل، فالحق هو الأمر الوجودي الذي لا يقوم له باطل عدمي.
المراجع (من كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- المقصد الديني الأول، 2006.
قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ }النور25، فهذا المثنى هو اسم من أسماء النسق الأول من الأسماء الحسنى، فهذا الاسم يشير إلى سمة واحدة تفصيلها الحق الظاهر البيِّن؛ أي الحق المقترن بالبيان والظهور.
وهذا الاسم هو الذي يكشف عن الدلالات الحقيقية للأشياء والقضايا والأمور ويظهرها ويفصلها، وهو بذلك الأولى بإعطاء كل ذي حق حقه ومجازاة كل فرد بما يليق بمقصده وفعله، فكل حق هو بالأصالة له ومنه، وبذلك كان عليه بيانه.
فالحق المبين هو الذي يوفى كل إنسان دينه أو جزاءه الحق، فيتبيَّـن لهم مما صدر عنه أنه الحق، فالحق المبين هو الذي وجب وجوده وحكمه وظهر للناس أمره فيقول حقـاً ويحكم عدلاً ولا يظلم أحداً شيئـاً، فهو مصدر كل بينة وبيان، وهو الذي يكشف للناس عن الحقائق ويبين لهم الآيات حتى يدفعهم إلي استخدام ما وهبهم من ملكات فتنمو وتتـزكى وتترقى ويسمو بذلك الإنسان، فالحكمة من بيان آيات الكتابين المقروء والمشهود أن يتحقق الإنسان بمقام الإحسان؛ أي بذكر الله تعالى والتقوى التي هي مناط التفاضل المطلق أي التفاضل عنده سبحانه، وذلك الأمر منوط بالجانب الوجداني من القلب الإنساني، وبالإضافة إلى ذلك فإن الحكمة من بيان الآيات أن يستخدم الإنسان الجانب العقلي من قلبه الذي هو أداة الفقـه لكي يتفكر في تلك الآيات ويعقلها ويزداد بها معرفة بربه وتزداد بذلك حياته سعادة ورقيا، وكل ذلك يشكل ركناً دينياً هو من لوازم تحقيق المقصد الديني الأعظم الثاني وهو إعداد الإنسان الرباني الفائق.
قال سبحانه: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187)} (البقرة)، {كَذَلكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ(219)} (البقرة)، {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(221)} (البقرة)، {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(242)} (البقرة)، {كَذَلكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ(266)} (البقرة)، {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(103)} (آل عمران)، {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(89)} (المائدة)، {كَذَلكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(61)} (النور)، ويوضح كل ذلك الحكمة أو المقصد أو الغاية من بيان الآيات، فمن ذلك تنمية الملكات الذهنية بالحث علي استخدام الفكر والعقل وكذلك تنمية الملكات الوجدانية والأخلاقية بالحث علي الذكر والهدي والشكر، وكل ذلك من لوازم وتفاصيل تحقيق المقصد الأعظم الثاني.
وبيان الآيات هو نعمة كبرى تقتضى أن يقابلها الإنسان بما يجب عليه من شكر الحق المبين، هذا مع العلم بأن المستفيد من هذا الشكر هو الإنسان نفسه فهو محل آثار الشكر من نعم باطنية وظاهرية.
فالحق المبين بيانه حق وقوله صدق وحكمه عدل ودينه حق وهذا الدين هو الإسلام بمعناه المقبول عند رب العالمين؛ أي هو دين الحق المستخلص أساساً من القرآن الكريم، وجوهر هذا الدين هو الإيمان بالله الذي له الأسماء الحسنى الواردة في القرآن وإقامة صلة وثيقة به والإذعان والانقياد التام له والإخلاص والإخبات التام له والإحساس الدائم الصادق بحضوره.
والحق المبين هو الذي اقتضت حقانيته أن يبين للناس حقائق الأمور وألا يتركهم أسرى مقتضيات نقصهم ولا أسرى باطل البعض منهم، فهو الذي يحق الحق بكلماته ويبطل الباطل، فالحق هو الأمر الوجودي الذي لا يقوم له باطل عدمي.
المراجع (من كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- المقصد الديني الأول، 2006.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق