التـواب
قال تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }النصر3
فهذا الاسم من الأسماء الحسنى، وهو من أسماء النسقين الأول والثاني.
إن الله سبحانه من حيث هذا الاسم يحثُّ عباده على الرجوع والإنابة إليه ويمهد لهم أسباب ذلك، فمنه يتلـقون كلمات التوبة، فالتوبة منهم تعنى الرغبة الباطنية الصادقة في الرجوع والعروج إليه، وتعنى أيضا التحقق الفعلي لذلك، ومصداق هذا هو الإيمان والعمل الصالح والتشبُّـث بحبل الله تعالى والاعتصام به، ولذا فلا بد من عزم باطني على المضىِّ قدماً إليه يقابله استجابة إلهية طبقا للقوانين والسنن تكون بمثابة الإذن بالتوبة التي تعنى العودة الفعلية إليه سبحانه، فالعزم الباطني يكون بمثابة قرع الباب طلباً للدخول، والتوبة عليهم هي الإذن بالدخول، ولذا قال تعالى: {ثمَّ تابَ عَليهم ليتوبوا}، فهم قد ندموا وعزموا على التوبة فتاب عليهم، فالتوبة المذكورة في كلمة (ليتوبوا) هي التوبة التي تعنى الإنابة الفعلية إليه.
ومن حيث الرمز فهذا الاسم يشير إلي أنه بفعل التوبة ينتقل خير كثير من الباطن إلي الظاهر ومن عالم الغيب إلي عالم الشهادة وتتاح للإنسان بداية جديدة.
والتوبة هي ركن ديني من لوازم القيام بحقوق الأسماء الحسني ومن لوازم ركن إقامة صلة وثيقة بالله تعالى، وهي واجبة علي الإنسان في كل ظروفه وأحواله، ولابد للإنسان عند سعيه نحو مرتبة أعلي من التوبة مما كان عليه من نقص.
والتوبة من الإنسان لا تكون بالضرورة عقب اقتراف معصية ما، أما التوبة من الرحمن فهي فعل إلهي يدل على إقباله على عبده، فهي علامة على مزيد من القرب الإلهى، إذ لما كان له سبحانه الكمال اللانهائي المطلق، ولما كان القرب منه يقتضى التحقق بصفات الكمال الممكن الذى هو أصلا منه كان لا سبيل إلى عبد إليه إلا بأن يتوب هو سبحانه عليه، وهذا يعنى أن يوالى إمداد عبده بالكمالات والنصر والتأييد و جبر النقص وغفران الذنوب كما يعنى معافاة العبد من تبعات النقص الكامن فى أعماله المترتِّـب على النقص الكامن فى ماهيته، لذلك كان لابد من التسبيح بالحمد والاستغفار مهما قدم الإنسان من عمل ومهما تفوق بكمالاته على غيره من الكائنات، فمن يسعى إلى من له الكمال اللانهائي يظل أمامه من الطريق دائما بقدر ما ترك خلفه فلابد من مدد منه سبحانه، ولذا قال: (مَنْ أتَاني يَمشِى أتيْتُهُ هَرْوَلة)، فلا بد من التوبة منه علي عبده حتي يستمد هذا منه ما يمكنه من متابعة السعي إليه.
إن الله وحده هو الذي يتوب علي الناس بما فيهم المصطفين الأخيار منهم كالرسول الأعظم r، قال تعالى: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة117، فهو لم يعط السلطة لأحد ليتوب على الناس وإنما أمر رسوله بالاستغفار لهم والدعاء لهم، ولقد كفر وأشرك أهل الكتاب الذين أقروا بسلطة كهذه لكهنوتهم.
المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
6- نظرات جديدة في الآيات، 2006.
7- من هدي الآيات، 2006.
8- المقصد الديني الأول، 2006.
9- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
10- نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.
11- نظرات عامة جديدة، 2007.
قال تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }النصر3
فهذا الاسم من الأسماء الحسنى، وهو من أسماء النسقين الأول والثاني.
إن الله سبحانه من حيث هذا الاسم يحثُّ عباده على الرجوع والإنابة إليه ويمهد لهم أسباب ذلك، فمنه يتلـقون كلمات التوبة، فالتوبة منهم تعنى الرغبة الباطنية الصادقة في الرجوع والعروج إليه، وتعنى أيضا التحقق الفعلي لذلك، ومصداق هذا هو الإيمان والعمل الصالح والتشبُّـث بحبل الله تعالى والاعتصام به، ولذا فلا بد من عزم باطني على المضىِّ قدماً إليه يقابله استجابة إلهية طبقا للقوانين والسنن تكون بمثابة الإذن بالتوبة التي تعنى العودة الفعلية إليه سبحانه، فالعزم الباطني يكون بمثابة قرع الباب طلباً للدخول، والتوبة عليهم هي الإذن بالدخول، ولذا قال تعالى: {ثمَّ تابَ عَليهم ليتوبوا}، فهم قد ندموا وعزموا على التوبة فتاب عليهم، فالتوبة المذكورة في كلمة (ليتوبوا) هي التوبة التي تعنى الإنابة الفعلية إليه.
ومن حيث الرمز فهذا الاسم يشير إلي أنه بفعل التوبة ينتقل خير كثير من الباطن إلي الظاهر ومن عالم الغيب إلي عالم الشهادة وتتاح للإنسان بداية جديدة.
والتوبة هي ركن ديني من لوازم القيام بحقوق الأسماء الحسني ومن لوازم ركن إقامة صلة وثيقة بالله تعالى، وهي واجبة علي الإنسان في كل ظروفه وأحواله، ولابد للإنسان عند سعيه نحو مرتبة أعلي من التوبة مما كان عليه من نقص.
والتوبة من الإنسان لا تكون بالضرورة عقب اقتراف معصية ما، أما التوبة من الرحمن فهي فعل إلهي يدل على إقباله على عبده، فهي علامة على مزيد من القرب الإلهى، إذ لما كان له سبحانه الكمال اللانهائي المطلق، ولما كان القرب منه يقتضى التحقق بصفات الكمال الممكن الذى هو أصلا منه كان لا سبيل إلى عبد إليه إلا بأن يتوب هو سبحانه عليه، وهذا يعنى أن يوالى إمداد عبده بالكمالات والنصر والتأييد و جبر النقص وغفران الذنوب كما يعنى معافاة العبد من تبعات النقص الكامن فى أعماله المترتِّـب على النقص الكامن فى ماهيته، لذلك كان لابد من التسبيح بالحمد والاستغفار مهما قدم الإنسان من عمل ومهما تفوق بكمالاته على غيره من الكائنات، فمن يسعى إلى من له الكمال اللانهائي يظل أمامه من الطريق دائما بقدر ما ترك خلفه فلابد من مدد منه سبحانه، ولذا قال: (مَنْ أتَاني يَمشِى أتيْتُهُ هَرْوَلة)، فلا بد من التوبة منه علي عبده حتي يستمد هذا منه ما يمكنه من متابعة السعي إليه.
إن الله وحده هو الذي يتوب علي الناس بما فيهم المصطفين الأخيار منهم كالرسول الأعظم r، قال تعالى: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة117، فهو لم يعط السلطة لأحد ليتوب على الناس وإنما أمر رسوله بالاستغفار لهم والدعاء لهم، ولقد كفر وأشرك أهل الكتاب الذين أقروا بسلطة كهذه لكهنوتهم.
المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
6- نظرات جديدة في الآيات، 2006.
7- من هدي الآيات، 2006.
8- المقصد الديني الأول، 2006.
9- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
10- نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.
11- نظرات عامة جديدة، 2007.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق