الثلاثاء، 26 مايو 2009

من أسماء الله الحسنى: الواسـع العليـــم

الواسـع العليـــم
قال تعالى: {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة115
{وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247 * {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261 * {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة268 * {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }آل عمران73 * {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54 * {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }النور32.
فهذا الاسم من الأسماء الحسنى، وهو من أسماء النسقين الأول والثاني.
هذا الاسم يشير إلي السمة الواحدة التي تفصيلها السعة المقترنة بالعلم، فهو من حيث هذه السمة لا تتناهى موارده ولا تـنـفد خزائنه ينفق كيف يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب، فهو يفيض على عباده مما لديه من أرزاق معنوية أو حسية؛ لطيفة أو كثيفة، فهو من حيث هذا الاسم يؤتى فضله من يشاء وفق ما اقتضته قوانينه وسننه أى وفق مقاييسه ومعاييره وموازينه هو سبحانه، ولما كان البشر يجهلون ذلك فإنهم يتعجبون دائما من اختياراته واصطفاءاته فقال بعضهم: (لولا نزِّل هذا القرآن على رجلٍ من القريتين عظيم)، وقال آخرون: (أنَّي يكون له الملك علينا ونحن أحقُّ بالملك منه)، وهؤلاء لم يكتفوا بجهلهم المطبق وإنما أساءوا الأدب مع ربهم وحاولوا أن ينتزعوا منه ما اختص به نفسه وما هو بالأصالة له، ولا يمكن لهم القيام به، ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ولقضوا بأيديهم على أنفسهم، وما زال البشر إلى الآن ينازعون ربهم اختصاصاته ويحاولون أن يشاركوه في ملكه وأن يرجِّحوا تدبيرهم للأمور على تدبيره وأن يزعموا لأنفسهم من الكمالات ما هو بالأصالة له.
وهو من حيث هذه السمة لا تتناهى موارده ولا تـنـفد خزائنه ينفق كيف يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب، فهو يفيض على عباده مما لديه من أرزاق معنوية أو حسية؛ لطيفة أو كثيفة، فهو من حيث هذا الاسم يؤتى فضله من يشاء وفق ما اقتضته قوانينه وسننه أي وفق مقاييسه ومعاييره وموازينه هو سبحانه، وما من عبادة قصد بها الإنسان وجه ربه إلا وهى واصله إليه، فإن له الإحاطة بالزمان والمكان واللطائف والكثائف والماديات والمعنويات فهو ليس مقيداً في معبد ما أو في مكان ما، بل هو خالق كل شيء وموجده.
وهذا الاسم يشير إلى القبلة الحقيقية التي هي باطنة بقدر ما يغفل الناس عنها بينما هي ظاهرة لمن عقد العزم على التوجه إليها؛ إنها وجهه سبحانه وهو الظاهر كما يليق به، والاتجاه إليه إنما يعنى إخلاص الدين له بالقيام بمقتضيات الأسماء الحسنى، فيقوم الإنسان بما تقتضيه الأسماء منه، فيتحقق بذكر الله والتقوى والفقه، إنه بقدر حرص الإنسان على تحرِّى القبلة الظاهرة عليه أن يعمل على تحرى القبلة الباطنة، بل إن تحرى القبلة الظاهرة ليس إلا مظهراً ووسيلة لدفع الإنسان إلى تحرِّى القبلة الباطنة، وهذا يقـتضي إخلاص وجه القلب لله بترك الالتفات إلى غيره إلا من حيث أنه آية من آياته ومظهر من مظاهر سماته ووسيلة إلى التعرف على أسمائه، والإنسان بذلك يحقق المقصد الديني الأعظم الثاني ويوفي بالعديد من الأركان.
وهذا الاسم يشير إلى إحاطته التامة بكافة الأطر الزمكانية وبكل ما يمكن أن يتوجه إليه كيان في كون من الأكوان، فهو يشير إلى إحاطته التامة بكل مطلق ومقيد.
وهذا الاسم يعنى انه الغنى بمعنى الذي يملك الكثير الذي لا يتناهى ليس بمعنى عدم الاحتياج لغيره فإن ذلك ما يشير إليه اسمه (الغنى الحميد)، فهو سبحانه من حيث هذا الاسم يملك كل شيء ولديه كل ما يحتاجه عباده وكل ما يطلبونه، وهذا الاسم يعنى أيضا أنه المغنى، فمن أراد الغني فليعتصم به وليتوجه إليه.
والواسع العليم هو الذي يؤتى الملك ويجود بالمغفرة ويضاعف الثواب لمن يشاء، ويؤتى فضله من يشاء، فهو يؤتى الفضل لمن اقتضى كماله المطلق ذلك فهو لا يعطيه لأحد اعتباطاً كما يظن البعض، هو الذي يؤتى الفضل لعباده وفقا للقوانين والسنن، كما أن له الاحاطة التامة بهم فأينما تولوا فثم وجهه.
وهو من حيث هذا الاسم له الإحاطة التامة بالعباد، فأينما ولُّوا وجوهم فثمَّ وجهه، وأينما توجهوا أو قصدوا فإليه، وإن حاولوا الفرار فإنما يفرون منه إليه ، وما من عبادة قصد بها الإنسان وجه ربه إلا وهى واصله إليه، فإن له الإحاطة بالزمان والمكان واللطائف والكثائف والماديات والمعنويات فهو ليس مقيداً فى معبد ما أو فى مكان ما، بل هو خالق كل شيء وموجده.
والواسع العليم هو الذي يؤتى الملك ويجود بالمغفرة ويضاعف الثواب لمن يشاء، ويؤتى فضله من يشاء، فهو يؤتى الفضل لمن اقتضى كماله المطلق ذلك فهو لا يعطيه لأحد اعتباطاً كما يظن البعض.

المراجع (من كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في الحقائق والأصول، 2005.
6- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
7- المقصد الديني الأول، 2006.
8- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
9- نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق