الْوَارِث
خَيْرُ الْوَارِثِينَ
قال تعالى: {وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ }الحجر23، {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}القصص58 * {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }الأنبياء89
{إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ }مريم40.
لذلك فالاسم من النسق الثاني من الأسماء الحسنى وهو نسق الأسماء الحسنى المفردة، ومن صوره خير الوارثين.
والوارث هو اسمه سبحانه من حيث أن له البقاء الذاتي المطلق فهو الوارث لكل ما هو منسوب بطريقةٍ ما إلى أي مخلوق من مخلوقاته من كمالات ومعلومات وذوقيات وأفكار وتصرفات بل هو الوارث لصور تلك المخلوقات ولأعيانهم، ذلك لأنهم في كل حين ينتقلون من وجود إلي عدم فهم فانون في حالي وجودهم، فهو الوارث من حيث أن له الملك الذاتي الحقيقي الذي لم يستخلفه أحد فيه إذ هو الأول المتقدم تقدما ذاتيا على كل ما هو من دونه.
---------------------
فهو سبحانه الوارث المطلق لكل الكائنات ولكل ما ظهر منها وصدر عنها من كيانات من حيث أنه خالقها ومالكها ومفيض الكمالات عليها، فكل ما سيترتب على وجودها هو بالأصالة له، لذلك فكل إحساس أو إدراك أو خبرة أو علم أو شهادة حصَّلها كائن ما هي أيضا ماثلة عنده وستظل حاضرة عنده وإن تلاشي من حصلها، فالكائنات هي آلاته، ومن حيث تلك الآلات يحيط الإحاطة الكلية بالمعلومات التفصيلية، فهو يعلم كل ما هو موجود أو متحقق في أي عالم من حيث أسماؤه ومن حيث الكائنات المهيأة للعيش في هذا العالم.
---------------------
هذا الاسم يشير إلى سمة واحدة، ومن حيث تلك السمة يرث الله تعالى كل شيء ويؤول إليه أمر كل شيء فهو الوارث المطلق الذي لديه كل علوم الناس وإدراكاتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم وأذواقهم وما تكوَّن بواسطتهم من صور ذهنية ووجدانية وما جردوه من كافة الأمور التفصيلية التي تحدث أمامهم، وهذا الاسم يقتضى من الإنسان أن يضرب في الأرض وأن يتبوأ منها حيث يشاء وأن يستمتع بما فيها من الطيبات طالما التزم بشريعة ربه وأن يسير فيها طالباً معرفة قوانينه وسننه وأن يفيد من كل ما وصل إليه غيره من علوم وفلسفات وتقنيات وطرق ووسائل وعليه أن يستخلص الحق من وسط الباطل والنور من بين الظلمات.
---------------------
فهو سبحانه الوارث من حيث أنه الأحق بكل ما ترتب على وجود مخلوقاته من تفصيل وإظهار كمالاته، فكل كمال نسب إليهم هو بالأصالة له، وكل ما أدركوه أو حصلوه أو علموه أو استخلصوه أو استخلفوا فيه هو له وماثل عنده حال صدوره عنهم وبالنظر إليه يحكم في أمرهم، وهو ماثل عنده حتى بعد انتقالهم هم إلى طور آخر، وهو الوارث لأنه هو الباقي بعد فناء الكل أو في عين وجودهم لأنهم فانون حال وجودهم، فلا بقاء لهم إلا به، فهو وارثهم حال ظنهم أنهم أحياء مستقلون بالوجود وبالفعل.
لقد تعالى الحق سبحانه وتنزه عن أن يتصف بصفات وأحاسيس مخلوقاته من جوع وعطش وألم وخوف …..، ولكن إدراك كل ذلك وذوقه لازم لإدارة شؤون المملكة وللتشريع وإتمام الشرائع وإكمال الدين، لذلك كان لابد من إدراك وتذوق عين ما تعنيه كل تلك الأمور، وللحق من حيث اسمه الوارث إدراك كل ذلك وآلاته في ذلك هم البشر أنفسهم فكل ما لديهم من أحاسيس أو مشاعر أو أذواق … ماثل عنده قائم بين يديه، كذلك فإن ما يلزم الناس من تشريعات وما يصلح أمورهم ويلزمهم منها يتم باستخدام آلاته المعتمدة ممن اصطفاهم من البشر، ومن المعلوم أن إدراك كائن ما لأمر وما لديه عنه من صورة يختلف عما لدى الكائنات الأخرى حتى ولو كانت من نفس نوعه، وكل كائن هو بالنسبة إلى الحق سبحانه أداة لإدراك ما لدى الكائنات الأخرى وكل الكائنات هي مرآته التي يرى فيها الكمال المطلق مفصلا، وهو وارث كل ذلك.
وهو وارث كل شيء بعد فناء من استخلفهم فيه وفي عين وجودهم، وهو وارث من علي الأرض وما صدر عنهم من أعمال وما ظهر عليهم وبهم من كمالات وما أدركوه من أذواق وخبرات وأحاسيس، فكل الكائنات آلاته لتفصيل الكمالات، كما أنه وارث الصور التي تتبدل وتتغير في كل وحدة زمنية قدرها هو، ومحل كل ذلك هو حوافظ الملائكة الموكلين بتلك الأمور، وبناء علي كل ذلك وبمقتضى القوانين والسنن تتعين أحكام وأقضية كلية أو جزئية تتعلق بالبشر ويكون كل حكم أو قضاء مقترنا بآليات ووقت تنفيذه.
---------------------
وكرمز فإن الواو إشارة إلي كل ما له علاقة بالإنسان من آثار وأذواق وأشياء ومستخلصات ومجردات وصور، وهي في الوقت ذاته إشارة إلي الحلقات الكونية المترتبة علي الحلقات الإلهية وبها يرتفع كل أمر إليه، والراء إشارة إلي تكرار ذلك واستمراره وظهوره وبطونه وتردده بين عالمي الغيب والشهادة، والثاء إشارة إلي المثوى والمآل؛ فكل ذلك يرجع إلي مالكه الأصلي الذي له الملك الذاتي.
المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في الحقائق والأصول، 2005.
6- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
7- المقصد الديني الأول، 2006.
8- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
9- نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.
خَيْرُ الْوَارِثِينَ
قال تعالى: {وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ }الحجر23، {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}القصص58 * {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }الأنبياء89
{إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ }مريم40.
لذلك فالاسم من النسق الثاني من الأسماء الحسنى وهو نسق الأسماء الحسنى المفردة، ومن صوره خير الوارثين.
والوارث هو اسمه سبحانه من حيث أن له البقاء الذاتي المطلق فهو الوارث لكل ما هو منسوب بطريقةٍ ما إلى أي مخلوق من مخلوقاته من كمالات ومعلومات وذوقيات وأفكار وتصرفات بل هو الوارث لصور تلك المخلوقات ولأعيانهم، ذلك لأنهم في كل حين ينتقلون من وجود إلي عدم فهم فانون في حالي وجودهم، فهو الوارث من حيث أن له الملك الذاتي الحقيقي الذي لم يستخلفه أحد فيه إذ هو الأول المتقدم تقدما ذاتيا على كل ما هو من دونه.
---------------------
فهو سبحانه الوارث المطلق لكل الكائنات ولكل ما ظهر منها وصدر عنها من كيانات من حيث أنه خالقها ومالكها ومفيض الكمالات عليها، فكل ما سيترتب على وجودها هو بالأصالة له، لذلك فكل إحساس أو إدراك أو خبرة أو علم أو شهادة حصَّلها كائن ما هي أيضا ماثلة عنده وستظل حاضرة عنده وإن تلاشي من حصلها، فالكائنات هي آلاته، ومن حيث تلك الآلات يحيط الإحاطة الكلية بالمعلومات التفصيلية، فهو يعلم كل ما هو موجود أو متحقق في أي عالم من حيث أسماؤه ومن حيث الكائنات المهيأة للعيش في هذا العالم.
---------------------
هذا الاسم يشير إلى سمة واحدة، ومن حيث تلك السمة يرث الله تعالى كل شيء ويؤول إليه أمر كل شيء فهو الوارث المطلق الذي لديه كل علوم الناس وإدراكاتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم وأذواقهم وما تكوَّن بواسطتهم من صور ذهنية ووجدانية وما جردوه من كافة الأمور التفصيلية التي تحدث أمامهم، وهذا الاسم يقتضى من الإنسان أن يضرب في الأرض وأن يتبوأ منها حيث يشاء وأن يستمتع بما فيها من الطيبات طالما التزم بشريعة ربه وأن يسير فيها طالباً معرفة قوانينه وسننه وأن يفيد من كل ما وصل إليه غيره من علوم وفلسفات وتقنيات وطرق ووسائل وعليه أن يستخلص الحق من وسط الباطل والنور من بين الظلمات.
---------------------
فهو سبحانه الوارث من حيث أنه الأحق بكل ما ترتب على وجود مخلوقاته من تفصيل وإظهار كمالاته، فكل كمال نسب إليهم هو بالأصالة له، وكل ما أدركوه أو حصلوه أو علموه أو استخلصوه أو استخلفوا فيه هو له وماثل عنده حال صدوره عنهم وبالنظر إليه يحكم في أمرهم، وهو ماثل عنده حتى بعد انتقالهم هم إلى طور آخر، وهو الوارث لأنه هو الباقي بعد فناء الكل أو في عين وجودهم لأنهم فانون حال وجودهم، فلا بقاء لهم إلا به، فهو وارثهم حال ظنهم أنهم أحياء مستقلون بالوجود وبالفعل.
لقد تعالى الحق سبحانه وتنزه عن أن يتصف بصفات وأحاسيس مخلوقاته من جوع وعطش وألم وخوف …..، ولكن إدراك كل ذلك وذوقه لازم لإدارة شؤون المملكة وللتشريع وإتمام الشرائع وإكمال الدين، لذلك كان لابد من إدراك وتذوق عين ما تعنيه كل تلك الأمور، وللحق من حيث اسمه الوارث إدراك كل ذلك وآلاته في ذلك هم البشر أنفسهم فكل ما لديهم من أحاسيس أو مشاعر أو أذواق … ماثل عنده قائم بين يديه، كذلك فإن ما يلزم الناس من تشريعات وما يصلح أمورهم ويلزمهم منها يتم باستخدام آلاته المعتمدة ممن اصطفاهم من البشر، ومن المعلوم أن إدراك كائن ما لأمر وما لديه عنه من صورة يختلف عما لدى الكائنات الأخرى حتى ولو كانت من نفس نوعه، وكل كائن هو بالنسبة إلى الحق سبحانه أداة لإدراك ما لدى الكائنات الأخرى وكل الكائنات هي مرآته التي يرى فيها الكمال المطلق مفصلا، وهو وارث كل ذلك.
وهو وارث كل شيء بعد فناء من استخلفهم فيه وفي عين وجودهم، وهو وارث من علي الأرض وما صدر عنهم من أعمال وما ظهر عليهم وبهم من كمالات وما أدركوه من أذواق وخبرات وأحاسيس، فكل الكائنات آلاته لتفصيل الكمالات، كما أنه وارث الصور التي تتبدل وتتغير في كل وحدة زمنية قدرها هو، ومحل كل ذلك هو حوافظ الملائكة الموكلين بتلك الأمور، وبناء علي كل ذلك وبمقتضى القوانين والسنن تتعين أحكام وأقضية كلية أو جزئية تتعلق بالبشر ويكون كل حكم أو قضاء مقترنا بآليات ووقت تنفيذه.
---------------------
وكرمز فإن الواو إشارة إلي كل ما له علاقة بالإنسان من آثار وأذواق وأشياء ومستخلصات ومجردات وصور، وهي في الوقت ذاته إشارة إلي الحلقات الكونية المترتبة علي الحلقات الإلهية وبها يرتفع كل أمر إليه، والراء إشارة إلي تكرار ذلك واستمراره وظهوره وبطونه وتردده بين عالمي الغيب والشهادة، والثاء إشارة إلي المثوى والمآل؛ فكل ذلك يرجع إلي مالكه الأصلي الذي له الملك الذاتي.
المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في الحقائق والأصول، 2005.
6- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
7- المقصد الديني الأول، 2006.
8- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
9- نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق