من أسماء الله الحسنى: الحــي
قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً }الفرقان58
{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }غافر65
فهذا الاسم هو من أسماء النسق الأول من الأسماء الحسنى.
الاسم الحي هو الذات من حيث وعيها التام بما هو لها من الحسن الذاتي المطلق، فهو الذات من حيث تلك السمة المحكمة التي لها وبشرطها تقبل الذات التسمي والتجلي والظهور بما لها من الكمالات وكذلك تمارس بها الأسماء ما لها من تأثيرات فيما تقتضيه من مجالات.
وهو سبحانه حي بذاته، فحياته لم يستمدها من غيره ولا من كينونة سابقة عليه كما أنه ليس بحاجة إلى مدد مستمر من القوت أو الغذاء لتستمر حياته، فهو حي بدون الحاجة إلى آلات أو أدوات أو استمداد، فحياته هي الحياة الذاتية الكاملة التامة، وحياته ليست بأمر زائد على ذاته، فالقول بالزائد هو من باب قياس الغائب على الشاهد، وهو سبحانه فوق كل قياس لأنه ليس كمثله شيء، ولكن الإنسان باعتباره أداة التفصيل المطلق يتسم بملكة ذهنية تسمح له بالاستخلاص او التجريد، فالتجريد هو قدرة ذهنية لدى الانسان تجيز له تصور مفهوم الحياة مثلا بمعزل عن الكائن المتصف بها دون أن يعنى ذلك إمكان استقلال ذلك المفهوم، أما الحق سبحانه فحياته هي عين كينونته وهي عين اتسامه بما هو له من السمات وعين تجليه بما هو له من التجليات.
ولابد لمن له قدر من الحياة من فعل وتأثير يتناسب مع طبيعته الذاتية، وكلما كان نصيبه منها كبيرا أو أصيلا كلما كان لديه وعي بسماته وذاته وبقدرته على التأثير في غيره، لذلك فلأن له سبحانه الحياة الذاتية المطلقة فإن له الفعل المطلق والوعي المطلق بذاته وبكل أسمائه وسماته وأفعاله، وله أيضاً الإدراك التام لكل ما اقتضته ذاته وماهيته في عالمي الخلق والأمر، وكذلك له التأثير المطلق في كل ما هو دونه من كائنات وكيانات.
فحياته هي السمة الأولية التي تقتضي تفصيل كمالاته وتجليه بما هو له وممارسة مقتضيات هذا الكمال ومن ذلك ممارسته لمقتضيات الألوهية والربوبيــة .
---------------------
فحياته سبحانه هي حضوره بذاته لذاته وإدراكه الذاتي لما هو له من الحسن المطلق والأسماء والسمات ووعيه التام بكل ذلك، فالحياة هي سمة الذات من حيث قيامها بنفسها واستناد كل التجليات والأسماء والسمات إليها وقيامها بها، والحياة هي أمر ذاتي بسيط لا يمكن تعريفها بما هو أبسط منها وهى بالنسبة للإله الأعظم لا يوجد ما يناقضها أو ما يقابلها ولا ما يشابهها حتى يمكن معرفتها، لذلك فكل ما يمكن إدراكه هو قبس من نورها بمطالعة آثارها في هذا الوجود الظاهر الذي تستند حياة كل ما فيه إلى الحياة الإلهية ولا تقوم إلا بها.
أما حياة الكائنات فهي الحركة الذاتية الدالة على وجودها أو التي تحفظ عليها وجودها، لذلك فلكل كائن نصيبه من الحياة، فحياة الذرة مثلا هي في الحركة الذاتية لمكوناتها وارتباطها وتماسكها بحيث لا تتحلل بسهولة ومقاومتها لكل ما يؤدى إلى تغيير حالتها أو حركات مكوناتها، أما حياة الإنسان فهي من أشد مظاهر الحياة تركيبا وتعقيدا باعتباره أداة التفصيل المثلي، لذلك فثمة حياة لذراته ولجزئياته ولخلاياه ولأجهزته ولجسمه المادي وللطائفه ولكيانه الجوهري ولكيانه الكلى، وحياة الكائنات هي عين تسبيحها بحمد خالقها فهي مثنية عليه بوجودها وبطبيعة حركتها الذاتية وبما تظهره من آثار كمالاته التي لا تتناهى.
فحياته سبحانه هي وجوده لذاته ووعيه بذاته وإدراكه لها وفعاليته التي بها يتجلى لنفسه ولغيره بما هو له من سمات وتفاصيل الكمال والحسن المطلق، وحياته هى عين ممارسته لمقتضيات أسمائه.
---------------------
إن هذا الاسم يشير إلى أن له سبحانه الحياة الذاتية الحقيقية وهي عين وجوده لنفسه وكينونته ووعيه بذاته وتحققه وإدراكه لما هو له من الحسن المطلق والكمال المطلق بل إن حياته تلك هي عين الحسن الذاتي اللانهائي المطلق, فحياته هي عين عمله وفق أسمائه أي وفق قوانينه وسننه وعين تسميه بما سمي به نفسه، وهي له أمر ذاتي بمعنى أنه ليس بحاجة إلى مدد خارجي من شيء منفصل عنه لتبقى حياته إذ ليس معه في مرتبته الذاتية شيء، ولقد كان حياً ولا شيء معه, ومع ذلك فهو مع كل شيء وإلا لما وُجِد هذا الشيء، وحياته لا يمكن التعبير عنها بما هو أبسط منها إذ لها البساطة المطلقة، ولذا فهي لا تعرف إلا بما هو له من سمات الكمال التفصيلية كالفعالية المطلقة والتأثير المطلق, وحياته تلك هي التي أعطت للحياة معناها وإليها يستند وجود الحياة لدى كل ما هو دونه من كائنات, ولذلك أيضاً لا يمكن معرفة كنه الحياة كأمر مجرد، ولكونه الحي المطلق فإن الكل يستمد منه ما به وجوده وحياته وتحققه.
وهو سبحانه حي بذاته بمعنى أن لذاته الحياة الكاملة المطلقة دون حاجة إلى مدد مستمر من الغذاء أو الهواء أو الماء فهو لا يفقد شيئا من كيانه ليستعوضه ولا يمكن أن يحدث فيه نقص أو فراغ ليمـلأه، ولا يمكن أن يطرأ عليه ما لا يناسب تلك الحياة فلا يتعب ولا يغفل ولا تأخذه سنة ولا نوم، فله الوعي المطلق والإدراك المطلق والفعالية المطلقة فلا يمكن أن تمر لحظة زمنية في أي كون من الأكوان مهما تناهت في الصغر لا يكون له فعل فيها فضلاً عن أن تعزب عنه.
---------------------
فالحياة هي السمة اللازمة لكل فعالية وايجابية وتأثير ووعى بالنفس، وهي أيضاً السمة المفصلة بكل ذلك، فهي سمة أولية لا يمكن التعبير عنها بما هو أبسط منها وإنما يعبر عنها بلوازمها ومقتضياتها وبما هو مشهود من آثارها.
وهي بالنسبة إليه سبحانه السمة التي من لوازمها التجلي لنفسه ولغيره والاتصاف والتسمي بالأسماء وله بها الفعل والإدراك والتأثير، وحياة كل ما هو دونه من كائنات إنما هو من آثار حياته الذاتية المطلقة.
ومن حيث الرمز فالياء المشددة إشارة إلي الحياة الذاتية المطلقة التي هي أصل كل حياة والتي اقتضت المادة الأصلية المعبر عنها بالميّ أو بالماء، والرمز الكلي يشير إلي أن اتسامه بالكمالات الفعالة الإيجابية المؤثرة هو عين اتسامه بالحياة؛ فلا تفريق هنالك بين السمات.
---------------------
فحياته سبحانه هي عين احتفاظه بما هو له من كمال ذاتي مطلق وبتفاصيل هذا الكمال وبما له من الأسماء الحسنى, وهي عين ممارسته لمقتضيات كماله وحسنه المطلق مما نسبه إلى نفسه في كتابه كخلق السماوات والأرض والإنسان والاستواء على العرش وبقائه على ما هو عليه، فحياته هي عين كونه ليس بجسم مادي أو روحاني وبالتالي فإنه لا يحتاج إلى أي مدد خارجي مادي أو معنوي ليستمر في حياته.
فحياته سبحانه هي تلك السمة الذاتية التي يستحق بها ويعي ويدرك ما هو له من الحسن الذاتي المطلق، ومن مقتضياتها الفعالية المطلقة، وحياته سبحانه هي عين كينونته، ولا يمكن أن يطرأ عليه مالا يناسب الحياة الذاتية المطلقة فلا يمكن أن يغفل أو تأخذه سنة أو نوم فله الوعي الكلي والإدراك المطلق، أما حياة ما هو دونه من الكائنات فهي السمة التي تجعل الكائن يحافظ على ما له من خصائص وحقيقة ذاتية مؤلفة ومن كيانات مرتبة منظمة ضد كل العوامل العدمية، كذلك تجعله يتصرف ضد القوانين التي تحتم زيادة درجة الفوضى والعشوائية, فبالحياة يحتفظ الكائن بماهيته وبالمنظومة الكيانية التي ترتبت عليها وبخواصه الفطرية والمكتسبة ويسمح للقوانين الحاكمة على كيانه بالعمل، فالحياة بالنسبة للكائنات المادية هي القدرة على الحفاظ على نظام الكيان وخواصه والتفاعل مع الوسط المحيط الذي يسمح للكائن بالاستمرار في النمو وتعويض ما يفقده والتكيف مع هذا الوسط وكذلك بالسلوك المنافي لقوانين المادة الجامدة فبها يكتسب الكائن قدرة تنظيمية ضد قانون زيادة درجة الفوضى اللازم لتلك المادة.
وهذا الاسم يقتضي من الإنسان أن يحرص على كل ما فيه حياته من قوت مادي أو معنوي وأن يحترم حياة الآخرين من إنسان أو حيوان وأن يكف نفسه عن سفك الدماء بدون حق وأن يحرص علي ما يحيا به نفسه وقلبه كما يحرص علي ما يحيا به جسده، كما يقتضي هذا الاسم من الإنسان أن يقدس الحياة وألا يهدرها عبثا وأن يحترم حقوق كافة الكائنات الحية وأن يقوم بواجبات الاستخلاف في الأرض وألا يفسد في الأرض.
المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في الحقائق والأصول، 2005.
6- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
7- نظرات جديدة في الآيات، 2006.
8- من هدي الآيات، 2006.
9- المقصد الديني الأول، 2006.
10- نظرات في السنن والمرويات، 2006.
11- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
12- نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.
قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً }الفرقان58
{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }غافر65
فهذا الاسم هو من أسماء النسق الأول من الأسماء الحسنى.
الاسم الحي هو الذات من حيث وعيها التام بما هو لها من الحسن الذاتي المطلق، فهو الذات من حيث تلك السمة المحكمة التي لها وبشرطها تقبل الذات التسمي والتجلي والظهور بما لها من الكمالات وكذلك تمارس بها الأسماء ما لها من تأثيرات فيما تقتضيه من مجالات.
وهو سبحانه حي بذاته، فحياته لم يستمدها من غيره ولا من كينونة سابقة عليه كما أنه ليس بحاجة إلى مدد مستمر من القوت أو الغذاء لتستمر حياته، فهو حي بدون الحاجة إلى آلات أو أدوات أو استمداد، فحياته هي الحياة الذاتية الكاملة التامة، وحياته ليست بأمر زائد على ذاته، فالقول بالزائد هو من باب قياس الغائب على الشاهد، وهو سبحانه فوق كل قياس لأنه ليس كمثله شيء، ولكن الإنسان باعتباره أداة التفصيل المطلق يتسم بملكة ذهنية تسمح له بالاستخلاص او التجريد، فالتجريد هو قدرة ذهنية لدى الانسان تجيز له تصور مفهوم الحياة مثلا بمعزل عن الكائن المتصف بها دون أن يعنى ذلك إمكان استقلال ذلك المفهوم، أما الحق سبحانه فحياته هي عين كينونته وهي عين اتسامه بما هو له من السمات وعين تجليه بما هو له من التجليات.
ولابد لمن له قدر من الحياة من فعل وتأثير يتناسب مع طبيعته الذاتية، وكلما كان نصيبه منها كبيرا أو أصيلا كلما كان لديه وعي بسماته وذاته وبقدرته على التأثير في غيره، لذلك فلأن له سبحانه الحياة الذاتية المطلقة فإن له الفعل المطلق والوعي المطلق بذاته وبكل أسمائه وسماته وأفعاله، وله أيضاً الإدراك التام لكل ما اقتضته ذاته وماهيته في عالمي الخلق والأمر، وكذلك له التأثير المطلق في كل ما هو دونه من كائنات وكيانات.
فحياته هي السمة الأولية التي تقتضي تفصيل كمالاته وتجليه بما هو له وممارسة مقتضيات هذا الكمال ومن ذلك ممارسته لمقتضيات الألوهية والربوبيــة .
---------------------
فحياته سبحانه هي حضوره بذاته لذاته وإدراكه الذاتي لما هو له من الحسن المطلق والأسماء والسمات ووعيه التام بكل ذلك، فالحياة هي سمة الذات من حيث قيامها بنفسها واستناد كل التجليات والأسماء والسمات إليها وقيامها بها، والحياة هي أمر ذاتي بسيط لا يمكن تعريفها بما هو أبسط منها وهى بالنسبة للإله الأعظم لا يوجد ما يناقضها أو ما يقابلها ولا ما يشابهها حتى يمكن معرفتها، لذلك فكل ما يمكن إدراكه هو قبس من نورها بمطالعة آثارها في هذا الوجود الظاهر الذي تستند حياة كل ما فيه إلى الحياة الإلهية ولا تقوم إلا بها.
أما حياة الكائنات فهي الحركة الذاتية الدالة على وجودها أو التي تحفظ عليها وجودها، لذلك فلكل كائن نصيبه من الحياة، فحياة الذرة مثلا هي في الحركة الذاتية لمكوناتها وارتباطها وتماسكها بحيث لا تتحلل بسهولة ومقاومتها لكل ما يؤدى إلى تغيير حالتها أو حركات مكوناتها، أما حياة الإنسان فهي من أشد مظاهر الحياة تركيبا وتعقيدا باعتباره أداة التفصيل المثلي، لذلك فثمة حياة لذراته ولجزئياته ولخلاياه ولأجهزته ولجسمه المادي وللطائفه ولكيانه الجوهري ولكيانه الكلى، وحياة الكائنات هي عين تسبيحها بحمد خالقها فهي مثنية عليه بوجودها وبطبيعة حركتها الذاتية وبما تظهره من آثار كمالاته التي لا تتناهى.
فحياته سبحانه هي وجوده لذاته ووعيه بذاته وإدراكه لها وفعاليته التي بها يتجلى لنفسه ولغيره بما هو له من سمات وتفاصيل الكمال والحسن المطلق، وحياته هى عين ممارسته لمقتضيات أسمائه.
---------------------
إن هذا الاسم يشير إلى أن له سبحانه الحياة الذاتية الحقيقية وهي عين وجوده لنفسه وكينونته ووعيه بذاته وتحققه وإدراكه لما هو له من الحسن المطلق والكمال المطلق بل إن حياته تلك هي عين الحسن الذاتي اللانهائي المطلق, فحياته هي عين عمله وفق أسمائه أي وفق قوانينه وسننه وعين تسميه بما سمي به نفسه، وهي له أمر ذاتي بمعنى أنه ليس بحاجة إلى مدد خارجي من شيء منفصل عنه لتبقى حياته إذ ليس معه في مرتبته الذاتية شيء، ولقد كان حياً ولا شيء معه, ومع ذلك فهو مع كل شيء وإلا لما وُجِد هذا الشيء، وحياته لا يمكن التعبير عنها بما هو أبسط منها إذ لها البساطة المطلقة، ولذا فهي لا تعرف إلا بما هو له من سمات الكمال التفصيلية كالفعالية المطلقة والتأثير المطلق, وحياته تلك هي التي أعطت للحياة معناها وإليها يستند وجود الحياة لدى كل ما هو دونه من كائنات, ولذلك أيضاً لا يمكن معرفة كنه الحياة كأمر مجرد، ولكونه الحي المطلق فإن الكل يستمد منه ما به وجوده وحياته وتحققه.
وهو سبحانه حي بذاته بمعنى أن لذاته الحياة الكاملة المطلقة دون حاجة إلى مدد مستمر من الغذاء أو الهواء أو الماء فهو لا يفقد شيئا من كيانه ليستعوضه ولا يمكن أن يحدث فيه نقص أو فراغ ليمـلأه، ولا يمكن أن يطرأ عليه ما لا يناسب تلك الحياة فلا يتعب ولا يغفل ولا تأخذه سنة ولا نوم، فله الوعي المطلق والإدراك المطلق والفعالية المطلقة فلا يمكن أن تمر لحظة زمنية في أي كون من الأكوان مهما تناهت في الصغر لا يكون له فعل فيها فضلاً عن أن تعزب عنه.
---------------------
فالحياة هي السمة اللازمة لكل فعالية وايجابية وتأثير ووعى بالنفس، وهي أيضاً السمة المفصلة بكل ذلك، فهي سمة أولية لا يمكن التعبير عنها بما هو أبسط منها وإنما يعبر عنها بلوازمها ومقتضياتها وبما هو مشهود من آثارها.
وهي بالنسبة إليه سبحانه السمة التي من لوازمها التجلي لنفسه ولغيره والاتصاف والتسمي بالأسماء وله بها الفعل والإدراك والتأثير، وحياة كل ما هو دونه من كائنات إنما هو من آثار حياته الذاتية المطلقة.
ومن حيث الرمز فالياء المشددة إشارة إلي الحياة الذاتية المطلقة التي هي أصل كل حياة والتي اقتضت المادة الأصلية المعبر عنها بالميّ أو بالماء، والرمز الكلي يشير إلي أن اتسامه بالكمالات الفعالة الإيجابية المؤثرة هو عين اتسامه بالحياة؛ فلا تفريق هنالك بين السمات.
---------------------
فحياته سبحانه هي عين احتفاظه بما هو له من كمال ذاتي مطلق وبتفاصيل هذا الكمال وبما له من الأسماء الحسنى, وهي عين ممارسته لمقتضيات كماله وحسنه المطلق مما نسبه إلى نفسه في كتابه كخلق السماوات والأرض والإنسان والاستواء على العرش وبقائه على ما هو عليه، فحياته هي عين كونه ليس بجسم مادي أو روحاني وبالتالي فإنه لا يحتاج إلى أي مدد خارجي مادي أو معنوي ليستمر في حياته.
فحياته سبحانه هي تلك السمة الذاتية التي يستحق بها ويعي ويدرك ما هو له من الحسن الذاتي المطلق، ومن مقتضياتها الفعالية المطلقة، وحياته سبحانه هي عين كينونته، ولا يمكن أن يطرأ عليه مالا يناسب الحياة الذاتية المطلقة فلا يمكن أن يغفل أو تأخذه سنة أو نوم فله الوعي الكلي والإدراك المطلق، أما حياة ما هو دونه من الكائنات فهي السمة التي تجعل الكائن يحافظ على ما له من خصائص وحقيقة ذاتية مؤلفة ومن كيانات مرتبة منظمة ضد كل العوامل العدمية، كذلك تجعله يتصرف ضد القوانين التي تحتم زيادة درجة الفوضى والعشوائية, فبالحياة يحتفظ الكائن بماهيته وبالمنظومة الكيانية التي ترتبت عليها وبخواصه الفطرية والمكتسبة ويسمح للقوانين الحاكمة على كيانه بالعمل، فالحياة بالنسبة للكائنات المادية هي القدرة على الحفاظ على نظام الكيان وخواصه والتفاعل مع الوسط المحيط الذي يسمح للكائن بالاستمرار في النمو وتعويض ما يفقده والتكيف مع هذا الوسط وكذلك بالسلوك المنافي لقوانين المادة الجامدة فبها يكتسب الكائن قدرة تنظيمية ضد قانون زيادة درجة الفوضى اللازم لتلك المادة.
وهذا الاسم يقتضي من الإنسان أن يحرص على كل ما فيه حياته من قوت مادي أو معنوي وأن يحترم حياة الآخرين من إنسان أو حيوان وأن يكف نفسه عن سفك الدماء بدون حق وأن يحرص علي ما يحيا به نفسه وقلبه كما يحرص علي ما يحيا به جسده، كما يقتضي هذا الاسم من الإنسان أن يقدس الحياة وألا يهدرها عبثا وأن يحترم حقوق كافة الكائنات الحية وأن يقوم بواجبات الاستخلاف في الأرض وألا يفسد في الأرض.
المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في الحقائق والأصول، 2005.
6- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
7- نظرات جديدة في الآيات، 2006.
8- من هدي الآيات، 2006.
9- المقصد الديني الأول، 2006.
10- نظرات في السنن والمرويات، 2006.
11- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.
12- نظرات إضافية في المصطلحات، 2007.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق