الاثنين، 1 يونيو 2009

من أسماء الله الحسنى: الحكيم الخبيــر

الحكيم الخبيــر
قال تعالى: {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1 * {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام18 * {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام73 * {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }سبأ1

هذا الاسم يشير إلى سمة واحدة تفصيلها الحكمة المقترنة بالخبرة أو الحكمة المفضية إلى خبرة، لذلك اقتضى هذا الاسم أن يحمد بكل ما في السماوات حيث محل الإحكام وبكل ما في الأرض حيث محل التفصيل الذي هو مجال الخبرة وكذلك في الآخرة والتي هي عالم تحقق ما تراكم في باطن الإنسان من آثار أعمال تعلقت بها الخبرة، فالسمة التي يشير إليها هذا الاسم هي التي أحاطت بالأمر من حيث كافة جوانبه، لذلك كان هذا الاسم من الأسماء السائدة والمهيمنة والحاكمة على الأمر يوم ينفخ في الصور.
فهذا الاسم يتولى الأمر المحكم أثناء تفصيله في الأرض وكذلك ما يترتب عليه من نتائج، فهو يتولى أمور العباد المكلفين الذين عُلِّق مصيرهم بأعمالهم الاختيارية وهو القاهر عليهم.
فلهذا الاسم القهر فوق العباد، ولذلك ينزل عليهم الأمر المحكم ابتلاءاً لهم ويقيم عليهم الحجج بالأعمال التي ظهرت على أيديهم ويرتب الجزاء على أعمالهم.
وهذا الاسم هو الذي تولى إحكام الآيات ثم تفصيلها في الكتابين المقروء والمشهود فهو يصوغ الآيات في صورة محكمة هي تلك الموجودة في العالم العلوي اللطيف ثم يفصلها عندما يحين الوقت المناسب لإنزالها، وهذا يقتضى خبرة بأحوال العباد من حيث العباد أي لابد لهذا الاسم من ملائكة وجنود ومصطفين من الناس ليكونوا آلات معتمدة ومجالات لهذا التفصيل والإنزال.

المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):

1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في الحقائق والأصول، 2005.
6- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
7- المقصد الديني الأول، 2006.
8- الأسس النظرية لدين الحق، 2006.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق