من أسماء الله الحسنى: الغَفـُور الرَّحِيـم
الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ
قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ{32} فصلت * {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الحجر49 * {إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النمل11 * {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الشورى5 * {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53 * {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }يوسف98 * {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }القصص16 * {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }يونس107 * {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الأحقاف8 * {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام165 * {وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأعراف153 * {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }هود4 * {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل18 * {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل110 * {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل119 * {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة173 * {وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة199 * {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة39 * {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة226 * {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3 * {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة34 * {اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة98 * {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام54 * {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام145 * {فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنفال69 * {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة5 * {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة99 * {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة102 * {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53 * {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }إبراهيم36 * {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل115 * {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور5 * {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور62 * {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحجرات14 * {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المجادلة12 * {وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الممتحنة12 * {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المزمل20
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء23 * {وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء106 * {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء129 * {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب24 * {قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان6
{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً }الكهف58
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة218 * {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31 * {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران129 * {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25 * {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة74 * {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنفال70 * {ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة27 * {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة91 * {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور22 * {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحجرات5 * {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحديد28 * {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الممتحنة7 * {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التحريم1
{وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء100 * {وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء152 * {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء110 * {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70 * {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59 * {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب73 * {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفتح14
فهذا المثنى هو اسم من أسماء النسق الأول من الأسماء الحسنى.
والمثنى الغفور الرحيم هو اسم عظيم الشأن جليل القدر، فإليه تستند معظم السنن الإلهية ومقتضياتها من السنن الكونية المتعلقة بالناس من حيث هم عباد مكلفون، أي إليه تستند منظومة السنن الكونية الخاصة بالمخيرين، كذلك إليه تستند منظومتا السنن الشرعية والتشريعية، فهو من أسماء منظومة الهدي والرحمة والإرشاد، ولأهميته أمر الله تعالى رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن يبلغ الناس بأن له هذا الاسم بقوله: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ( الحجر: 49 )، وتبين تلك الآية بما لا يدع مجالا لأدني شكٍّ أن المثني (الْغَفُور الرَّحِيم) هو اسم إلهي، وهو سبحانه يعلن بذلك عن مدى ارتباط هذا الاسم بأنيته، فهو من لوازمها ولا انفكاك له عنها، ولكنه لم يسم نفسه بالمعذب أو بذي العذاب الأليم وإنما نسب فقط الفعل إلى نفسه، فهو لم ينسب العذاب إلى نفسه باسم من لوازم أنيته أبدا.
وهذا الاسم من منظومة أسماء الرحمة والهدي، ومن اختصاصات هذا الاسم ومقتضياته:
1 – التشريعات المتعلقة بشؤون الأسرة والتحليل والتحريم والعقوبات.
2 - التشريعات الأخلاقية متعلقة بالعلاقة بين العبد وربه وبينه وبين الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
3– مراقبة الالتزام بالتشريعات السابق ذكرها .
4 – مراقبة الالتزام بشعائر العبادات .
5– يتولى أمر المؤمنين والمهاجرين والمجاهدين في سبيل الله ويحميهم من التأثر بذنوبهم والذي تقتضيه السنن الأخرى بالنسبة لغيرهم .
6– يتولى أمر متَّبعي الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمتمسكين بسنته، ويعاملهم معاملة المحبوبين، ومن كان محبوباً لا يعذب بذنوبه.
7– يرفع درجات المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على من سواهم.
8– يتولى هذا الاسم شأن من ظلم نفسه ثم تاب.
9 – الاستغفار أمر لازم لكل الناس لا لمن ارتكب ذنباً أو ظلم نفسه فقط، ذلك لأن الاستغفار من مقتضيات كونه تعالى غفوراً رحيماً، وكونه كذلك هو سمة لازمة له لابد لها من مظاهر وآثار، وفي الحقيقة أنه لا غنى للإنسان عن الاستغفار ذلك لأنه ما من مخلوق قد عرف الله حق معرفته، وبالتالي لم يعبده مخلوق حق عبادته ولا عَرف عظمة قدره، فذلك ذنب لا يخلو منه مخلوق ، فالذنب هو أثر أي فعل مترتب على نقصٍ ما لدى العبد ، لأنه ما من مخلوق قد جمع الكمال من كافة أطرافه وجوانبه، وكلَّما ترقّى العبد وجد أن ما كان فيه هو بمثابة الذنب لما أصبح عليه، كذلك لا قِبَلَ للإنسان بإحصاء نعمة الله تعالى عليه، وبالتالي لن يوفيه حق حمده وشكره ، وذلك ذنب آخر، ولكن من رحمة الله بعباده فإن الذي يتولى كل هذه الأمور هو الاسم الغفور الرحيم.
ومن الأمور التي يلزم بيانها بخصوص هذا الاسم:
1- أن المسّ بالضرّ وإرادة الخير بالعباد هي من مقتضيات سنن كونية اقتضتها أساساً أسماء إلهية، ولكن هذا الاسم له التأثير الأكبر، ولذا ذكر في الآية: { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ } ( يونس : 107 )، وذلك من مقتضيات سبق الرحمة الغضب.
2 – إن تسليط العباد على بني إسرائيل هو سنة كونية اقتضتها سنة إلهية، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذّنَ رَبّكَ لَيَبْعَثَنّ عَلَيْهِمْ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ إِنّ رَبّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنّهُ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ} (الأعراف : 167 )، فالآية تبيِّن أن بني إسرائيل باقون إلى يوم القيامة خلافاً للاعتقاد الشائع لدى الناس، ولقد بينت الآية أن وجود من يسومهم سوء العقاب من مقتضيات أن الله تعالى سريع العقاب وأنه غفور رحيم، فسرعة العقاب تدل على أنهم ما إن يفسدوا في الأرض ويعلوا فيها إلا ويعاجلوا بالعقاب، ووجود المثنى الغفور الرحيم هنا يبين أن ذلك الأمر هو سنة كونية جارية وأن سرعة عقابهم من مقتضيات تلك السمة الواحدة والتي تفصيلها الرحمة المقترنة بالمغفرة، فهم يسلطون على الناس تكفيراً لذنوب الناس ثم يكون عقابهم السريع من باب الرحمة بالبشرية جمعاء، ولما كان هذا المثنى من السبع المثاني التي أوتيها الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولما كان هذا المثنى يقتضي عقاب اليهود كلَّما أفسدوا وعلوا في الأرض ولما كان هذا الاسم من الأسماء التي إليها تستند الأحداث والوقائع فقد اقتضى كل ذلك أن يدبَّر الأمر حتى يحاربهم في مواقع عديدة وأن يذيقهم وبال أمرهم كما حدث بالنسبة لبني قريظة ويهود خيبر .
3 – اقتضى هذا الاسم سنة كونية أخرى (مع غيره من الأسماء) وهو رفع بعض الناس فوق بعضهم درجات ليبلوهم فيما آتاهم، ولكن هذا الاسم هو الذي يراقب الأمر وهو الذي يتولى أمر أهل الإيمان والعمل الصالح منهم.
4- هذا الاسم من الأسماء التي اقتضت الإنعام علي الإنسان والعناية بأمره.
5- وهذا الاسم من الأسماء التي إليها تستند الوقائع الجارية والأحداث اليومية، لذا رافق المسلمين أثناء نمو الدين إلى أن اكتمل، وبه يجعل الله للمؤمنين نوراً يمشون به.
6- هذا الاسم من أسماء التنزيل بمقتضى قوله تعالى: { قُلْ أَنزَلَهُ الّذِي يَعْلَمُ السّرّ فِي السّمَـوَاتِ وَالأرْضِ إِنّهُ كَانَ غَفُوراً رّحِيماً } ( الفرقان : 6 ).
وكما سبق بيانه فإن هذا الاسم من أسماء التشريع، وهو أيضا من الأسماء التي تراقب التزام العباد بالشرائع، ويلاحظ أن تلك الأسماء تتضمن سمات جمالية ، كالعفو والمغفرة والرحمة والعلم والحلم والحكمة، ذلك لأن الهدف من التشريعات ليس التضييق على الناس وتعسير الحياة عليهم ، فلقد جاء هذا الدين ليرفع عن الناس إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، فبأسماء الغفـور الرحيـم والعليم الحليم والعفو الغفور والغفور الحليم والعليـم الحكيم يراقب الله ما في قلوب الناس من حيث مواقفهم تجاه ما شرعه لهم رغبة في إصلاحهم ورحمة بهم ، والأسماء المذكورة تقتضي ستر الإساءة بل محوها ومحو آثارهـا.
ويجب التنبيه هنا على أن أمر التحريم هو تشريع يستند إلى سنن إلهية من مقتضيات الأسماء الحسنى فهو من اختصاصات الإله الأقدس، وليس لأحد أن يحرِّم شيئاً إلا إذا علم بالضرورة أن الله تعالى قد فوَّض إليه شيئاً من ذلك الأمر، ولكن هذا الأمر قد ختم بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فليس لأحد من بعده أن يحرِّم على الناس شيئاً دون وجود نص قاطع صريح بذلك، فمن يحرم على الناس شيئاً لا نص فيه فإنه يكون قد تعدى على اختصاصات ربه، ونصَّب من نفسه رباً للناس، ولقد اعتبر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن اليهود والنصارى قد اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله لأنهم كانوا يحللون لهم ويحرمون.
ويجب العلم بأن الأمر يحرم أو يؤمر باجتنابه أو ينهى عنه لأنه يسبب ضرراً بكيان من مكونات الإنسان، ووجود نهي أو تحريم شرعي يؤدي إلى تعين سنة أو قانون كوني يرتب على المخالفة أضراراً تصيب الكيان الجوهري للإنسان بالإضافة إلى الأضرار الأصلية الأخرى، ولأولي الأمر أن يبينوا للناس حقيقة بعض ما يلتبس عليهم، فإذا انطوت معاملة معينة على ظلم بأحد الأطراف فهي محرمة ومنهي عنها ومأمور باجتنابها لأن الظلم محرم تحريماً باتاً، ولا يعتبر بيان ذلك تحريماً من لدن أولي الأمر.
ولقد كان من مقتضيات هذا المثنى الذي أوتيه الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أمر قومه أن يتركوه ما تركهم ولقد حذرهم تحذيراً شديداً من كثرة السؤال في أمور الحلال والحرام حتى لا يُحرَّمُ شيء عليهم بسبب تعنتهم في السؤال، وهذا يبين أن الأمر الشرعي يرتب آثاراً إضافية علي العمل، ولقد حرمت بعض الطيبات على بني إسرائيل بظلمهم عقوبة لهم.
وثمة أمر يجب بيانه بخصوص الآية :
{ وَللّهِ مَا فِي السّمَـوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ } (آل عمران: 129)، فإن الكثيرين يظنون أن ذلك يتم بطريقة اعتباطية وذلك ظن سيئ برب العالمين، وهو خطر على من يظنه، وقد يودي به، وما ذلك إلا لأنهم شبهوه ببعض خلقه من الملوك الطغاة المستبدين، وكان عليهم أن يعلموا أن المشيئة تنسب إليه كما يليق بذاته، ولقد أخبرهم سبحانه أن عليهم لكي يتعرفوا على أي شيء خاصّ به أن يتدبروا كلامه الذي وصف به نفسه، وكما تم التأكيد عليه من قبل، فإن تلك المشيئة هي جماع قوانينه وسننه التي هي مقتضى أسمائه وسماته العليا، فهو يشاء ما يليق بكماله المطلق المفصَّل بتلك السمات، ولا توجد شبهة تقييد له هنا، ذلك لأنه يفعل ما يتفق مع ماهيته التي هي عين الكمال المطلق، ولقد ختم تلك الآية بقوله والله غفور رحيم، ليعلم الناس أن السمة الواحدة التي يعبر عنها هذا المثنى وهي المفصلة بالمغفرة المقترنة بالرحمة هي التي لها الأسبقية والسيادة على الأسماء الأخرى المختصَّة بهذا الأمر.
ويقتضي هذا المثني أن يتصف الإنسان بالرحمة والمغفرة فيرحم كل الكائنات، ويمدها بما يستطيع من عون ومساعدة وقضاء حوائج، وأن يغلب جوانب الصفح والإغضاء والعفو وأن يستر على الناس عيوبهم فلا يشهر بهم، وأن يحترم التشريعات الإلهية التي قُصِدَ بها صلاح أمره وحاله وليس وضع إصر أو أغلال عليه.
فهذا الاسم يقتضى دفع الحرج ووضع الإصر والأغلال عن الناس، رعاية أحوال المضطر، التماس الأعذار للناس، السماحة فى التعامل، العفو والصفح، التيسير، تعلم كيفية استنباط الأحكام الجزئية والفرعية اهتداء بمقاصد الدين العظمي.
المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في الحقائق والأصول، 2005.
6- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
7- نظرات جديدة في الآيات، 2006.
8- من هدي الآيات، 2006.
9- المقصد الديني الأول، 2006.
الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ
قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ{32} فصلت * {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الحجر49 * {إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النمل11 * {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الشورى5 * {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53 * {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }يوسف98 * {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }القصص16 * {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }يونس107 * {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الأحقاف8 * {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام165 * {وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأعراف153 * {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }هود4 * {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل18 * {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل110 * {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل119 * {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة173 * {وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة199 * {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة39 * {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة226 * {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3 * {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة34 * {اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة98 * {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام54 * {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام145 * {فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنفال69 * {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة5 * {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة99 * {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة102 * {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53 * {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }إبراهيم36 * {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل115 * {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور5 * {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور62 * {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحجرات14 * {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المجادلة12 * {وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الممتحنة12 * {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المزمل20
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء23 * {وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء106 * {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء129 * {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب24 * {قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان6
{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً }الكهف58
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة218 * {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31 * {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران129 * {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25 * {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة74 * {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنفال70 * {ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة27 * {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة91 * {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور22 * {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحجرات5 * {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحديد28 * {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الممتحنة7 * {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التحريم1
{وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء100 * {وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء152 * {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء110 * {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70 * {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59 * {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب73 * {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفتح14
فهذا المثنى هو اسم من أسماء النسق الأول من الأسماء الحسنى.
والمثنى الغفور الرحيم هو اسم عظيم الشأن جليل القدر، فإليه تستند معظم السنن الإلهية ومقتضياتها من السنن الكونية المتعلقة بالناس من حيث هم عباد مكلفون، أي إليه تستند منظومة السنن الكونية الخاصة بالمخيرين، كذلك إليه تستند منظومتا السنن الشرعية والتشريعية، فهو من أسماء منظومة الهدي والرحمة والإرشاد، ولأهميته أمر الله تعالى رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن يبلغ الناس بأن له هذا الاسم بقوله: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ( الحجر: 49 )، وتبين تلك الآية بما لا يدع مجالا لأدني شكٍّ أن المثني (الْغَفُور الرَّحِيم) هو اسم إلهي، وهو سبحانه يعلن بذلك عن مدى ارتباط هذا الاسم بأنيته، فهو من لوازمها ولا انفكاك له عنها، ولكنه لم يسم نفسه بالمعذب أو بذي العذاب الأليم وإنما نسب فقط الفعل إلى نفسه، فهو لم ينسب العذاب إلى نفسه باسم من لوازم أنيته أبدا.
وهذا الاسم من منظومة أسماء الرحمة والهدي، ومن اختصاصات هذا الاسم ومقتضياته:
1 – التشريعات المتعلقة بشؤون الأسرة والتحليل والتحريم والعقوبات.
2 - التشريعات الأخلاقية متعلقة بالعلاقة بين العبد وربه وبينه وبين الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
3– مراقبة الالتزام بالتشريعات السابق ذكرها .
4 – مراقبة الالتزام بشعائر العبادات .
5– يتولى أمر المؤمنين والمهاجرين والمجاهدين في سبيل الله ويحميهم من التأثر بذنوبهم والذي تقتضيه السنن الأخرى بالنسبة لغيرهم .
6– يتولى أمر متَّبعي الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمتمسكين بسنته، ويعاملهم معاملة المحبوبين، ومن كان محبوباً لا يعذب بذنوبه.
7– يرفع درجات المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على من سواهم.
8– يتولى هذا الاسم شأن من ظلم نفسه ثم تاب.
9 – الاستغفار أمر لازم لكل الناس لا لمن ارتكب ذنباً أو ظلم نفسه فقط، ذلك لأن الاستغفار من مقتضيات كونه تعالى غفوراً رحيماً، وكونه كذلك هو سمة لازمة له لابد لها من مظاهر وآثار، وفي الحقيقة أنه لا غنى للإنسان عن الاستغفار ذلك لأنه ما من مخلوق قد عرف الله حق معرفته، وبالتالي لم يعبده مخلوق حق عبادته ولا عَرف عظمة قدره، فذلك ذنب لا يخلو منه مخلوق ، فالذنب هو أثر أي فعل مترتب على نقصٍ ما لدى العبد ، لأنه ما من مخلوق قد جمع الكمال من كافة أطرافه وجوانبه، وكلَّما ترقّى العبد وجد أن ما كان فيه هو بمثابة الذنب لما أصبح عليه، كذلك لا قِبَلَ للإنسان بإحصاء نعمة الله تعالى عليه، وبالتالي لن يوفيه حق حمده وشكره ، وذلك ذنب آخر، ولكن من رحمة الله بعباده فإن الذي يتولى كل هذه الأمور هو الاسم الغفور الرحيم.
ومن الأمور التي يلزم بيانها بخصوص هذا الاسم:
1- أن المسّ بالضرّ وإرادة الخير بالعباد هي من مقتضيات سنن كونية اقتضتها أساساً أسماء إلهية، ولكن هذا الاسم له التأثير الأكبر، ولذا ذكر في الآية: { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ } ( يونس : 107 )، وذلك من مقتضيات سبق الرحمة الغضب.
2 – إن تسليط العباد على بني إسرائيل هو سنة كونية اقتضتها سنة إلهية، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذّنَ رَبّكَ لَيَبْعَثَنّ عَلَيْهِمْ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ إِنّ رَبّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنّهُ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ} (الأعراف : 167 )، فالآية تبيِّن أن بني إسرائيل باقون إلى يوم القيامة خلافاً للاعتقاد الشائع لدى الناس، ولقد بينت الآية أن وجود من يسومهم سوء العقاب من مقتضيات أن الله تعالى سريع العقاب وأنه غفور رحيم، فسرعة العقاب تدل على أنهم ما إن يفسدوا في الأرض ويعلوا فيها إلا ويعاجلوا بالعقاب، ووجود المثنى الغفور الرحيم هنا يبين أن ذلك الأمر هو سنة كونية جارية وأن سرعة عقابهم من مقتضيات تلك السمة الواحدة والتي تفصيلها الرحمة المقترنة بالمغفرة، فهم يسلطون على الناس تكفيراً لذنوب الناس ثم يكون عقابهم السريع من باب الرحمة بالبشرية جمعاء، ولما كان هذا المثنى من السبع المثاني التي أوتيها الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولما كان هذا المثنى يقتضي عقاب اليهود كلَّما أفسدوا وعلوا في الأرض ولما كان هذا الاسم من الأسماء التي إليها تستند الأحداث والوقائع فقد اقتضى كل ذلك أن يدبَّر الأمر حتى يحاربهم في مواقع عديدة وأن يذيقهم وبال أمرهم كما حدث بالنسبة لبني قريظة ويهود خيبر .
3 – اقتضى هذا الاسم سنة كونية أخرى (مع غيره من الأسماء) وهو رفع بعض الناس فوق بعضهم درجات ليبلوهم فيما آتاهم، ولكن هذا الاسم هو الذي يراقب الأمر وهو الذي يتولى أمر أهل الإيمان والعمل الصالح منهم.
4- هذا الاسم من الأسماء التي اقتضت الإنعام علي الإنسان والعناية بأمره.
5- وهذا الاسم من الأسماء التي إليها تستند الوقائع الجارية والأحداث اليومية، لذا رافق المسلمين أثناء نمو الدين إلى أن اكتمل، وبه يجعل الله للمؤمنين نوراً يمشون به.
6- هذا الاسم من أسماء التنزيل بمقتضى قوله تعالى: { قُلْ أَنزَلَهُ الّذِي يَعْلَمُ السّرّ فِي السّمَـوَاتِ وَالأرْضِ إِنّهُ كَانَ غَفُوراً رّحِيماً } ( الفرقان : 6 ).
وكما سبق بيانه فإن هذا الاسم من أسماء التشريع، وهو أيضا من الأسماء التي تراقب التزام العباد بالشرائع، ويلاحظ أن تلك الأسماء تتضمن سمات جمالية ، كالعفو والمغفرة والرحمة والعلم والحلم والحكمة، ذلك لأن الهدف من التشريعات ليس التضييق على الناس وتعسير الحياة عليهم ، فلقد جاء هذا الدين ليرفع عن الناس إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، فبأسماء الغفـور الرحيـم والعليم الحليم والعفو الغفور والغفور الحليم والعليـم الحكيم يراقب الله ما في قلوب الناس من حيث مواقفهم تجاه ما شرعه لهم رغبة في إصلاحهم ورحمة بهم ، والأسماء المذكورة تقتضي ستر الإساءة بل محوها ومحو آثارهـا.
ويجب التنبيه هنا على أن أمر التحريم هو تشريع يستند إلى سنن إلهية من مقتضيات الأسماء الحسنى فهو من اختصاصات الإله الأقدس، وليس لأحد أن يحرِّم شيئاً إلا إذا علم بالضرورة أن الله تعالى قد فوَّض إليه شيئاً من ذلك الأمر، ولكن هذا الأمر قد ختم بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فليس لأحد من بعده أن يحرِّم على الناس شيئاً دون وجود نص قاطع صريح بذلك، فمن يحرم على الناس شيئاً لا نص فيه فإنه يكون قد تعدى على اختصاصات ربه، ونصَّب من نفسه رباً للناس، ولقد اعتبر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن اليهود والنصارى قد اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله لأنهم كانوا يحللون لهم ويحرمون.
ويجب العلم بأن الأمر يحرم أو يؤمر باجتنابه أو ينهى عنه لأنه يسبب ضرراً بكيان من مكونات الإنسان، ووجود نهي أو تحريم شرعي يؤدي إلى تعين سنة أو قانون كوني يرتب على المخالفة أضراراً تصيب الكيان الجوهري للإنسان بالإضافة إلى الأضرار الأصلية الأخرى، ولأولي الأمر أن يبينوا للناس حقيقة بعض ما يلتبس عليهم، فإذا انطوت معاملة معينة على ظلم بأحد الأطراف فهي محرمة ومنهي عنها ومأمور باجتنابها لأن الظلم محرم تحريماً باتاً، ولا يعتبر بيان ذلك تحريماً من لدن أولي الأمر.
ولقد كان من مقتضيات هذا المثنى الذي أوتيه الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أمر قومه أن يتركوه ما تركهم ولقد حذرهم تحذيراً شديداً من كثرة السؤال في أمور الحلال والحرام حتى لا يُحرَّمُ شيء عليهم بسبب تعنتهم في السؤال، وهذا يبين أن الأمر الشرعي يرتب آثاراً إضافية علي العمل، ولقد حرمت بعض الطيبات على بني إسرائيل بظلمهم عقوبة لهم.
وثمة أمر يجب بيانه بخصوص الآية :
{ وَللّهِ مَا فِي السّمَـوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ } (آل عمران: 129)، فإن الكثيرين يظنون أن ذلك يتم بطريقة اعتباطية وذلك ظن سيئ برب العالمين، وهو خطر على من يظنه، وقد يودي به، وما ذلك إلا لأنهم شبهوه ببعض خلقه من الملوك الطغاة المستبدين، وكان عليهم أن يعلموا أن المشيئة تنسب إليه كما يليق بذاته، ولقد أخبرهم سبحانه أن عليهم لكي يتعرفوا على أي شيء خاصّ به أن يتدبروا كلامه الذي وصف به نفسه، وكما تم التأكيد عليه من قبل، فإن تلك المشيئة هي جماع قوانينه وسننه التي هي مقتضى أسمائه وسماته العليا، فهو يشاء ما يليق بكماله المطلق المفصَّل بتلك السمات، ولا توجد شبهة تقييد له هنا، ذلك لأنه يفعل ما يتفق مع ماهيته التي هي عين الكمال المطلق، ولقد ختم تلك الآية بقوله والله غفور رحيم، ليعلم الناس أن السمة الواحدة التي يعبر عنها هذا المثنى وهي المفصلة بالمغفرة المقترنة بالرحمة هي التي لها الأسبقية والسيادة على الأسماء الأخرى المختصَّة بهذا الأمر.
ويقتضي هذا المثني أن يتصف الإنسان بالرحمة والمغفرة فيرحم كل الكائنات، ويمدها بما يستطيع من عون ومساعدة وقضاء حوائج، وأن يغلب جوانب الصفح والإغضاء والعفو وأن يستر على الناس عيوبهم فلا يشهر بهم، وأن يحترم التشريعات الإلهية التي قُصِدَ بها صلاح أمره وحاله وليس وضع إصر أو أغلال عليه.
فهذا الاسم يقتضى دفع الحرج ووضع الإصر والأغلال عن الناس، رعاية أحوال المضطر، التماس الأعذار للناس، السماحة فى التعامل، العفو والصفح، التيسير، تعلم كيفية استنباط الأحكام الجزئية والفرعية اهتداء بمقاصد الدين العظمي.
المراجع (كتب المؤلف أ. د. حسني أحمد):
1- الأسماء الحسنى والسبع المثاني، 2002.
2- الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، دار النهار، 2002.
3- الإحصاء العلمي للأسماء الحسني، دار النهار، 2003.
4- المقاصد العظمي في القرآن الكريم، دار الأستاذ، 2004.
5- نظرات جديدة في الحقائق والأصول، 2005.
6- نظرات جديدة في المصطلحات، 2005.
7- نظرات جديدة في الآيات، 2006.
8- من هدي الآيات، 2006.
9- المقصد الديني الأول، 2006.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق